August 16, 2013

رسالة غضب

" اليوم، ككُل يوم،  قلبي يملأُهُ الغضب وقد قرَّرتُ أن أكْتبَ لشعبٍ، فيه الكثير من العلم، و القليل من الإدراك والثقافة.

أنا فتاة تحلم بالثورة، لأَّنني وبكل بساطة، 
سئمتُ !
سئمتُ  من العبارات التي أسمعُها و أقرأُها كل يوم. سئمتُ  سماع "خرجكن بتستاهلوا" لضحايا الحرب السوريَّة، و لضحايا إنفجار الضاحية يوم أمس، و حوادث بيروت الأمنية في ٧ أيار ٢٠٠٨.. أو لشباب إعتدي عليهم في مار مخايل في حزيران المنصرم وكنتُ منهم...

سئمتُ  رؤية الورود تملأ أحياءَ، تقهقه أناسها فيها لحزن جيرانهم في الأحياء المجاورة!
قرفت! قرفت وأشعر أن الثورة تحرق عيني دون أن تشتعل!

لم أعد أفهم ما هي الديمقراطية والعدالة والمنطق: مفاهيم نحفظها عن ظهر قلبٍ  و نحن على مقاعد الدراسة، خشية رسوب إمتحان، أو توبيخ من ولي أمرنا... لكننا اليوم نرسب في إمتحان المواطنة. وعقابنا أثمن من خسارة عام دراسي. إنه خسارة لمستقبل شبابٍ  يبحث عن أملٍ  سلبه منا حقدنا ولومنا للآخر، وإيماننا المفرط بعقائدَ نقتل ونشتم باسمها، بحجة انها تعدنا الجنة. وكأنَّ التحريضَ   أصبح دليلُ الإيمان، والإنسانيةَ دليلُ  الكفر.

اليوم، ليس هناك من أم او أب او ولي أمر يوبخ، فمنهم من هو منهمكٌ  في توزيع الحلوة، ومنهم من يحاول إنتشال أشلاء جثة إبن، أو قريب أو حبيب.

خطئي أنَّني إقتبسْتُ  مبادئ يوتوبية من الحياة، دون إدراكٍ  أنَّها عذابٌ محتمٌ  لكل ضميرٍ حَيٍّ في هذا المجتمع القذر.
وبكل أسف وخجل أقول أنني أحياناً أتمنى لو يعود هتلر ليسلبننا حريتنا الفاجرة  ويبرحنا ألماً، لأننا لا نفهم معنى الحرية الحقَّة و لا آلام الآخر... لأننا أفراد ولسنا مواطنين...

لأن هل مرة عنجد "خرجنا" - لعلنا نتألم حينها كأبناء وطن مشترك! "



مواطنة لبنانية غاضبة

No comments:

Post a Comment